يعد علاج البلازما لتساقط الشعر من أحدث التقنيات المستخدمة في تحفيز واستعادة نمو الشعر. تعتمد هذه التقنية الطبية على سحب عينة من دم المريض ومعالجتها لتكوين بلازما غنية بالصفائح الدموية (Platelet-Rich Plasma أو PRP)، ثم يتم حقنها في فروة الرأس.
تستخدم حقن البلازما لعلاج تساقط الشعر الناتج عن أسباب متعددة، مثل الصلع الوراثي، وبعض أنواع الثعلبة، وتساقط الشعر لدى النساء بعد انقطاع الطمث. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم حقن البلازما أحياناً لأغراض علاجية أخرى، مثل تخفيف آلام وأعراض التهاب المفاصل، وعلاج بعض إصابات الأوتار والعضلات والأربطة.
في هذا المقال، سنتعرف على خطوات علاج البلازما للشعر، وفوائده، وأضراره.
فوائد البلازما لعلاج تساقط الشعر
تتميز حقن البلازما لعلاج تساقط الشعر بتركيز الصفائح الدموية الذي يبلغ حوالي خمسة أضعاف تركيزها في الدم الطبيعي. تلعب الصفائح الدموية دوراً حيوياً في عملية التخثر في جميع أنحاء الجسم، وتحتوي أيضاً على عوامل نمو تساهم في تجديد وتكاثر الخلايا والأنسجة، مما يساعد في تحفيز نمو الشعر.
يمكن استخدام حقن البلازما لعلاج تساقط الشعر لدى كل من الرجال والنساء. وفيما يلي بعض فوائد حقن البلازما لعلاج تساقط الشعر:
- تقليل الالتهاب في فروة الرأس: يمكن أن يكون الالتهاب سبباً رئيسياً في تساقط الشعر.
- زيادة تدفق الدم إلى بصيلات الشعر: يساعد ذلك في تحسين صحة البصيلات وتحفيز نمو الشعر.
- زيادة سمك الشعر: يساهم في زيادة كثافة الشعر من خلال تعزيز قطر الشعرة.
- تحفيز إنتاج الكولاجين في فروة الرأس: يساعد الكولاجين في تعزيز صحة فروة الرأس والشعر.
- تعزيز الأوعية الدموية الصغيرة حول بصيلات الشعر: يساهم في تحسين التغذية اللازمة لنمو الشعر.
- تنشيط الخلايا الحليمة الجلدية (Dermal Papilla Cells): تلعب هذه الخلايا دوراً مهماً في نمو الشعر.
- إطالة الطور التنامي (Anagen Phase) في دورة الشعر: يساعد ذلك في زيادة فترة نمو الشعر.
على الرغم من انتشار استخدام حقن البلازما لعلاج تساقط الشعر في السنوات الأخيرة، إلا أنها لم تحصل بعد على اعتماد إدارة الغذاء والدواء. ومع ذلك، أظهرت العديد من الدراسات فعاليتها، وقد نشرت دراسات في عامي 2014 و2019 في مجلة الجراحة الجلدية والتجميلية تسلط الضوء على النتائج الواعدة لاستخدام البلازما في علاج تساقط الشعر لدى الرجال المصابين بالصلع الوراثي ومرضى الثعلبة البقعية.
خطوات حقن البلازما للشعر
تتضمن جلسة حقن البلازما لعلاج تساقط الشعر عدة خطوات، كالتالي:
- سحب عينة دم: يبدأ الإجراء بسحب عينة دم من المريض، عادةً من وريد في الذراع، بكمية تقدر بحوالي 20 مللتر، أي ما يعادل ملعقة شاي صغيرة.
- فصل مكونات الدم: توضع عينة الدم في جهاز الطرد المركزي، وهو جهاز يستخدم لفصل السوائل ذات الكثافات المختلفة. بعد حوالي 10 دقائق، يتم فصل الدم إلى ثلاثة مكونات: البلازما الغنية بالصفائح الدموية، وخلايا الدم الحمراء، والبلازما الفقيرة بالصفائح الدموية.
- استخراج البلازما الغنية بالصفائح الدموية: تُسحب البلازما الغنية بالصفائح الدموية باستخدام حقنة. قد يقوم الطبيب بإضافة الكالسيوم لتحفيز تنشيط الصفائح الدموية وإطلاق عوامل النمو.
- حقن البلازما في فروة الرأس: تُحقن البلازما بعمق في فروة الرأس لتصل إلى الجزء السفلي من بصيلات الشعر. تُستهدف المناطق التي تعاني من تساقط الشعر أو تحتاج إلى تحفيز نمو الشعر. عادةً يتم حقن 15-20 نقطة في فروة الرأس خلال الجلسة الواحدة.
تستغرق جلسة البلازما لعلاج تساقط الشعر بين 15-30 دقيقة، وقد يشعر الشخص ببعض الضغط أو الانزعاج أثناء الحقن، لكن الألم عادة ما يكون محتملًا ولا يتطلب استخدام مخدر موضعي.
يحتاج معظم الأفراد إلى ثلاث جلسات بلازما لعلاج تساقط الشعر، تفصل بينها فترة 4-6 أسابيع. تبدأ النتائج بالظهور عادة خلال 3-6 أشهر بعد الجلسة الأخيرة. قد تكون هناك حاجة إلى جلسات دورية سنوية للحفاظ على النتائج. تؤثر عدة عوامل على عدد الجلسات المطلوبة والفترات الزمنية بينها، وكذلك على فعالية العلاج، من هذه العوامل:
- معدل ونمط تساقط الشعر
- العمر
- الهرمونات
- العوامل الوراثية والجينية
توصيات ما بعد حقن البلازما لعلاج تساقط الشعر
بعد إجراء حقن البلازما للشعر، يمكن لمعظم الأشخاص العودة إلى حياتهم اليومية بسرعة، ولكن يجب الالتزام ببعض التوصيات لضمان أفضل النتائج:
- تأجيل غسل الشعر: يُفضل الانتظار حتى صباح اليوم التالي قبل غسل الشعر أو استخدام الشامبو.
- تجنب التلاعب بالمنطقة المحقونة: الامتناع عن فرك أو الضغط على منطقة الحقن لمدة 24 ساعة على الأقل.
- استخدام مسكنات الألم الملائمة: إذا شعرت بأي ألم أو حكة أو احمرار، يمكن تناول الأسيتامينوفين بعد استشارة الطبيب.
- تجنب الأدوية المضادة للالتهاب: الابتعاد عن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لأنها تقلل من فعالية الصفائح الدموية.
- تجنب تطبيق الثلج: لا تضع كمادات الثلج على مناطق الحقن، لأنها قد تحد من تأثير البلازما الغنية بالصفائح الدموية.
- الحد من النشاط البدني المكثف: يُنصح بتجنب ممارسة التمارين الرياضية الشاقة لمدة ثلاثة أيام على الأقل.
- تجنب التعرض المباشر للشمس أو الحرارة: الامتناع عن التعرض المباشر لأشعة الشمس أو الحرارة الشديدة لمدة 2-3 أيام.
- الامتناع عن الكحول والتدخين: يُفضل تجنب شرب الكحول والتدخين لمدة 2-3 أيام بعد الحقن.
- تجنب صبغ الشعر: يُنصح بعدم صبغ الشعر أو استخدام منتجات كيميائية لمدة 3 أيام على الأقل، ويجب استشارة الطبيب إذا كان هناك رغبة في استخدامها خلال أسبوعين بعد الإجراء.
اتباع هذه التعليمات يساعد في تحقيق أفضل النتائج من علاج البلازما للشعر ويقلل من احتمالية حدوث أي مضاعفات.
موانع استخدام علاج البلازما لتساقط الشعر
قبل اللجوء إلى علاج تساقط الشعر باستخدام حقن البلازما، من الضروري إبلاغ الطبيب بجميع المكملات الغذائية، والأعشاب، والأدوية التي يتناولها الشخص. قد يتعارض علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) مع بعض الأدوية والحالات المرضية، ومنها:
- الأدوية المميعة للدم: تقلل هذه الأدوية من فعالية الصفائح الدموية المستخدمة في علاج البلازما.
- التدخين المفرط.
- تاريخ تعاطي الكحول أو المخدرات.
- اضطرابات التمثيل الغذائي.
- نقص الفبرينوجين.
- نقص الصفائح الدموية.
- سرطان الجلد أو العدوى النشطة في فروة الرأس: يمكن أن تؤدي حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية إلى تفاقم الحالة المرضية.
- أمراض تسبب تساقط الشعر المزمن: مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو الذئبة. يمكن لحقن البلازما أن تساعد في إعادة نمو الشعر، لكنها قد تكون أقل فعالية في إيقاف تساقط الشعر الناجم عن هذه الاضطرابات المزمنة.
- اضطرابات النزيف أو التخثر، وأمراض الكبد: قد تؤثر هذه الحالات على جودة الصفائح الدموية الخاصة بالمريض.
من المهم أن يناقش المريض حالته الصحية بشكل كامل مع الطبيب لتحديد ما إذا كان علاج البلازما مناسبًا له.
الآثار الجانبية لعلاج البلازما للشعر
علاج تساقط الشعر بالبلازما يستخدم دم المريض وصفائحه الدموية، مما يقلل من خطر الأمراض المعدية والمضاعفات. ومع ذلك، قد تظهر بعض الآثار الجانبية لدى بعض الأشخاص، مثل:
- تهيج أو ألم طفيف في منطقة الحقن.
- الشعور بالصداع.
- نزيف بسيط في موقع الحقن.
- حكة في فروة الرأس.
- تكون ترسبات كالسيوم (Calcification) في مواقع الحقن.
- ندبات أو كدمات خفيفة في فروة الرأس بعد العلاج.
- إصابة الأوعية الدموية أو الأعصاب خلال عملية الحقن.
- تفاعل تحسسي في حالة استخدام مخدر موضعي.
رغم أن هذه الأعراض نادرة وعادة ما تكون طفيفة ومؤقتة، يجب على المرضى التحدث مع طبيبهم حول أي مخاوف قبل البدء في العلاج بالبلازما.